يجب أن تخفف سلاسل التوريد من تهديد الأنواع الغازية، من مصلحتنا جميعًا

مقابلة مع سكرتير الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات لصالح The Loadstar.

تغير المناخ والتجارة الدولية يشتركان معًا في تعريض وجود الحياة على الأرض للخطر. هذا ليس تقييمًا مجنونًا لا أساس له من الصحة من قبل ناشط عقائدي قليل الخبرة في مجال البيئة، ولكنه رأي مدروس لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).

وتقول الأمم المتحدة إن التغييرات التي ستحمي الإمدادات الغذائية والزراعية يجب أن تأتي قريبًا.

الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (IPPC) هي معاهدة حكومية دولية وقعتها أكثر من 180 دولة، وسكرتيرها، Osama El-Lissy، مع Nicola Spence، الموظف المسؤول عن الصحة النباتية في المملكة المتحدة، أصدرا ورقة في 21 سبتمبر تحذر من أن حوالي 40 ٪ من المحاصيل، التي تبلغ قيمتها حوالي 220 مليار دولار، تُفقد بسبب الآفات النباتية كل عام.

السيد El-Lissy أخبر The Loadstar أن القطاع الخاص أنفق مع السلطات المخولة الوطنية 70 مليار دولار إضافية لاحتواء انتشار الآفات الغازية، مما رفع التكلفة الإجمالية للأمراض وانتشار الآفات إلى أقل بقليل من 300 مليار دولار.

لقد أدى تغير المناخ إلى زيادة غزو الآفات، لا سيما في الأماكن الجديدة التي لم تكن موجودة فيها من قبل ولكنها نجحت فيها الآن. كتب Spence والسيد El-Lissy: "إن تغير درجات الحرارة والرطوبة والضوء والرياح هي ثاني أهم عوامل انتشار الآفات، بجانب السفر والتجارة الدولية".

قدمت الاتفاقية المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية (ISPMs) كأداة رئيسية لتحقيق أهدافها للحد من انتشار الآفات والأمراض، مما يجعلها المنظمة العالمية الوحيدة لوضع المعايير الخاصة بصحة النبات.

توفر النباتات 80٪ من طعامنا و98٪ من الهواء الذي نتنفسه، وهي ضرورية للحياة على الأرض ويجب حمايتها بأي ثمن. تهدف ISPM إلى حماية الموارد النباتية العالمية من انتشار ودخول الآفات مع تعزيز التجارة الآمنة. مع تحديد ان التجارة الدولية تعد واحد من العوامل الرئيسية في انتشار الأنواع الغازية، يمكن للكائنات الحية، عندما تؤخذ من بيئتها الطبيعية ونقلها إلى منطقة تحتوي على عدد قليل من المفترسات الطبيعية أو لاتحتوي، أن تلحق الضرر بالنباتات والزراعة المحلية.

تأسست هيئة تدابير الصحة النباتية (CPM) في عام 2005 وهي الهيئة الحاكمة للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات وهي لجنة من الخبراء تجتمع سنويًا لتنسيق الحماية العالمية للنباتات.

بالإضافة إلى ذلك، عقدت الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات هذا العام مؤتمراً في أواخر سبتمبر، سبقته ورشة عمل الحاويات البحرية، والتي ضمت خبراء من الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات وقطاع النقل والخدمات اللوجستية الذين يعملون على التخفيف من المخاطر التي يشكلها انتشار الأنواع الغازية.

أوضح السيد الليسي أن نقل الغذاء حول العالم ضروري لإطعام أجزاء العالم التي يندر فيها الطعام، "البراعة هي كيف يمكننا القيام بذلك بطريقة آمنة حتى لا تنتقل الآفات والأمراض الغازية على طول مسار المنتجات الزراعية والغذاء؟ " بالتركيز على سلاسل التوريد العالمية، يعتقد Peregrine Storrs-Fox، مديرة إدارة المخاطر في TT Club، أن السؤال يدور حول النقل بالحاويات، ما هو مستوى الخطر الذي تلعبه الحاويات والتي يصعب تحديده؟ الحاويات ليست السبيل الوحيد للآفات الغازية ".

بالنسبة للسيد Storrs-Fox. يمكن للجميع رؤية المشكلة ويعتقدون أن النقل بالحاويات قد لعب دورًا في انتشار الأنواع الغازية، لكننا نحتاج إلى معرفة "مستوى المساهمة في المشكلة، وبالتالي، ما هي التدابير المناسبة والمتناسقة التي يجب اتخاذها".

بالإضافة إلى ذلك، قال إن إحدى الرسائل الرئيسية التي "كانت الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات حريصة على ذكرها" هي أنه في حين أن الاتفاقية تريد التخفيف من تهديد الأنواع الغازية، فإنها تدرك أن التخفيف يجب أن يأتي "دون تأثير كبير على التدفقات التجارية واللوجستيات".

على الرغم من أنه لا يمكن تحديد حجم المشكلة عند النقل بالحاويات في الوقت الحالي بدقة، إلا أن ورشة العمل حول الحاويات البحرية اتفقت على عدد من القضايا، وفقًا لما ذكره المدير التنفيذي لرابطة تنسيق نقل البضائع الدولية (ICHCA)، Richard Steele.

قال: "لم يكن الجانبان على بعد أميال."

تركزت إحدى المناقشات حول تصميم حاوية النقل في جميع الاماكن، "التصميم الأمثل للحاوية هو على شكل بيضة"، ضحك السيد Steele، مع النقطة الأكثر جدية أن العديد من الحاويات لها أرضيات خشبية والعديد من المسافات البادئة والجيوب لإخفاء الآفات فيها.

أوضح السيد Steele أن "الجمارك والضرائب لا تريد فراغات حيث يمكن إخفاء الأشياء"، ويمكن أن تختبئ فيها الأشياء، مثل الكائنات الحية الأصغر والعناكب والعث واليرقات. لكنه أقر بأن فتحات شفرات الرافعة الشوكية وكتل الزاوية حيث تظل الأقفال الملتوية وموزعات الرافعة وصناديق الرفع حاسمة في التصميم.

على الرغم من اعتراف كل من Steele وStorrs-Fox بأنه في حين أنه من غير الممكن القضاء تمامًا على جميع حركات الأنواع الغازية، إلا أن هناك إجراءات بسيطة يمكن اتخاذها لتقليل انتشارها.

قال Steele: "الأرضيات المصنوعة من الصلب بالكامل في الحاويات لا تضيف تكلفة كبيرة على سعرها".

ومع ذلك، إذا تم تحميل الحاوية ليلاً تحت الأضواء، فإنها تجذب الآفات ويمكن أن تؤدي إلى دخول كائنات غير مرغوب فيها إلى الصندوق. التخفيف الآخر الذي يمكن اتخاذه هو استخدام الطلاءات الجديدة التي تمنع أو على الأقل تمنع الكائنات الحية من الالتصاق بالخارج للحاويات.

ومع ذلك، فإن الطريقة الرئيسية لاحتواء انتشار الآفات غير المرغوب فيها في الحاويات وعليها هي "الاستمرار في زيادة الوعي في جميع أنحاء سلسلة التوريد، لأن هناك أشخاصًا ليسوا على دراية بهذه المشاكل"، أوضح السيد Steele.

وعندما سئل عما إذا كانت مواد التبخير جزءًا من الإجابة -وهي طريقة فضلتها السلطات الصينية مؤخرًا للسيطرة على انتشار كوفيد على وجه الخصوص -كانت وجهات نظر Storrs-Fox والسيد El-Lissy متوافقة بشكل وثيق. في رأي TT Club، يمكن أن تسبب عملية التبخير المرض، ولكن طبيعة سلاسل التوريد أيضًا هي أنها عابرة للحدود، لذلك قد يساعد التبخير في بلد ما في التخلص من الآفات في تلك المرحلة، ولكن هناك حاجة لضمان أن سلسلة التوريد بأكملها محمية.

أوضح السيد Storrs-Fox، "نحتاج إلى شخص ما يبحث في كل هذا [سلسلة التوريد والمصالح المختلفة]، هناك صومعة حبوب تبحث في حماية النبات ومصالحهم، ثم تحتاج إلى إلقاء نظرة على حركات منتجات الحيوانات، والأمن البيولوجي على نطاق أوسع والنظر أيضًا في قضايا السلامة ".

وقال "لا توجد هيئة عالمية تبحث في جميع المخاطر لتقول" هذه هي الطريقة التي يمكننا بها موازنة هذه المخاطر "والقول" هناك تأثير مفيد من إجراءات الأمن البيولوجي ". بالنسبة El-Lissy، فإن طريقة التعامل مع الأنواع الغازية هي إنشاء ما يسميه "سلسلة الحماية المستمرة"، والتي تبدأ عند نقطة التحميل، قبل تحميل البضائع.

وقال "نحن لا نطلب من صناعة الحاويات البحرية تقسيم البضائع، بمجرد تحميل الشحنة تنتهي مهمتك".

وفي الوقت نفسه، ركز السيد El-Lissy على الحاجة إلى التعاون، ليس فقط بين الدول ولكن أيضًا بين الحكومات والقطاع الخاص، بما في ذلك جميع أصحاب المصلحة على طول سلسلة التوريد. أوضح السيد اللي El-Lissy سي أن "دور الحكومات والقطاع الخاص أساسي" لإنشاء سلاسل توريد آمنة.

يبدأ بضمان تنظيف الحاويات قبل تسليمها إلى الشاحنين لتغليفها؛ يحتاجون إلى التنظيف والغسيل، ثم عند تحميل الحاوية وإغلاق الأبواب، فإن الفحص السريع للخارج سيضمن عدم وجود كائنات حية مرتبطة بالصندوق. أثناء تحرك الحاوية عبر سلسلة التوريد، يجب إجراء فحوصات مستمرة من الخارج، وصولاً إلى وجهة الشحن.

وأوضح السيد El-Lissy: "إذا فعلنا ذلك، فقد تمت معالجة 90٪ من المشكلات بالفعل". "إذا فعلنا ذلك باستمرار، فأنت تدير هذا المسار بطريقة فعالة للغاية، بغض النظر عن نقطة المنشأ، بالإضافة إلى تقليل التكاليف الإجمالية للتخفيف من انتشار الأنواع الغازية بشكل كبير."

يعتقد السيد El Lissy أن هذا سيقلل من التكاليف الإجمالية للتفتيش ويقلل بشكل كبير من التكاليف المرتبطة بفقدان المنتجات الغذائية والزراعية من خلال الانتشار غير المرغوب فيه للكائنات الحية. علاوة على ذلك، تتوقع الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات من الهيئات الحكومية في بلدان المنشأ وموانئ الوصول فحص المنتجات الزراعية حتى لا تقع المسؤولية على عاتق المزارعين أو الشركات الخاصة. تم تكليف ممثلي عن الصناعة والحكومة، في شكل مجموعة تركيز، من قبل هيئة تدابير الصحة النباتية بإيجاد حل رسمي لمشكلة الأنواع الغازية داخل سلاسل التوريد العالمية، وستقوم المجموعة بتقديم تقريرها الأول إلى الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في الربيع المقبل، عندما يحين موعد الاجتماع السنوي القادم في روما.

ومع ذلك، فإن السيد El Lissy مقتنع بوجود حل عملي من خلال تطوير سلسلة حماية مستمرة. وقد أوضح ذلك بقصة الشاحن الإيطالي الذي أعادت السلطات الإقليمية شحنات من بلاط السيراميك إلى ميناء الوصول. تم اكتشاف أن المنصات الخشبية التي تم شحن البلاط عليها، كانت موبوءة. ثم ناقشت شركة البلاط هذه المشكلة مع مورِّدها، وتم إجراء تغييرات وتم إيجاد حل.

قال السيد El Lissy إن هذا النوع من التعاون هو الذي سيشهد الحل، أو على الأقل التخفيف من انتشار الأنواع الغازية ويقلل التكاليف في نهاية المطاف.

وشدد على أنه الحل يجب أن "يأتي عاجلاً وليس آجلاً، لكن الجميع يتفهم مدى إلحاحه". وأضاف: "ليس هناك شك في أن وجود الحياة على الأرض هو على المحك من أفعالنا، ولحماية الحياة يجب أن نتصرف في انسجام تام".

Osama El-Lissy هو أمين أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات.

تم إنتاج هذه القطعة بواسطة The Loadstar *

تم نشر المقال في الأصل على theloadstar.com