مكافحة انتشار الجراد الصحراوي وتهديده للأمن الغذائي

روما ، 1 أبريل 2021. يعتبر الجراد الصحراوي (Schistocerca gregraria) أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم. نظرًا لقدرته على الهجرة لمسافات كبيرة وزيادة أعداده بسرعة ، الجراد الصحراوي يشكل تهديدًا محتملاً لصحة النبات والزراعة وسبل عيش عُشر سكان العالم. يمكن أن يحتوي سرب بطول كيلومترالمربع واحد على ما يصل إلى 80 مليون بالغة مع القدرة على استهلاك كمية من الطعام تعادل استهلاك 35000 شخص في يوم واحد. يمكن للآفة أيضًا أن تتكاثر 20 ضعفًا مع كل جيل جديد كل ثلاثة أشهر ، وخلال الأوبئة يمكن أن تغطي مساحة تصل إلى 20 بالمائة من سطح الأرض.

منذ أوائل عام 2020 ، واجهت بلدان شرق إفريقيا أسوأ انتشار للجراد الصحراوي منذ أكثر من 70 عامًا. ابتداءً من عام 2018 ، سمح الطقس غير المعتاد مثل الأمطار والأعاصير والفيضانات بتكاثر الآفات على نطاق واسع في شرق إفريقيا وجنوب غرب آسيا وشبه الجزيرة العربية. وكانت إثيوبيا والصومال وكينيا على وجه الخصوص هي البلدان الأكثر تضررا. تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع البلدان المتضررة لإجراء عمليات المراقبة المستمرة ، وعمليات المكافحة الأرضية والجوية ، وتقييم التاثيرات ، وإجراءات البيئة والصحة والسلامة من أجل الحد من انتشار الآفة في جميع أنحاء العالم.

منذ إنشاء اللجنة العالمية لمكافحة الجراد الصحراوي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة في عام 1955 ، اضطلعت المنظمة بدور عالمي في تنسيق إدارة الجراد الصحراوي. توفر خدمة معلومات الجراد الصحراوي التابعة لها الإنذار المبكر والتنبؤات للبلدان المتضررة والشركاء منذ سبعة عقود. تعمل هيئات الفاو الإقليمية الثلاث لمكافحة الجراد الصحراوي على تعزيز القدرات الوطنية في 30 دولة متأثرة بالآفة من غرب إفريقيا إلى جنوب غرب آسيا. قال السيد شوقي الدُبعي ، كبير المسؤولين الزراعيين في قسم حماية النباتات والإنتاج في منظمة الأغذية والزراعة ، خلال الجلسة الختامية للدورة الخامسة عشرة: "اعتمدت منظمة الأغذية والزراعة مع البلدان المتضررة استراتيجية وقائية لمكافحة الجراد لمعالجة قضايا الجراد بفعالية بطريقة مستدامة" هيئة تدابير الصحة النباتية (CPM-15). وأوضح أن "هذه الاستراتيجية تتكون من المراقبة الدائمة لأعداد الجراد في مواطنها الأولية للسماح بالإنذار المبكر في الوقت المناسب والاستجابة المبكرة من خلال عمليات المكافحة الموجهة بشكل جيد".

منع الجراد الصحراوي هو الركيزة الأساسية لخطة الفاو العالمية للتصدي للجراد الصحراوي للحد من انتشار الآفات في مناطق جديدة. تعمل اللجان الإقليمية على تنفيذ استراتيجية المكافحة الوقائية من خلال تشجيع إنشاء وحدات وطنية مستقلة لمكافحة الجراد الصحراوي وتعزيز القدرات الوطنية للبلدان الأعضاء في مجال المسح والإنذار المبكر والإبلاغ والمكافحة الوقائية والتدريب والتخطيط للطوارئ وكذلك معايير السلامة البشرية والبيئية، كما أوضح السيد الدُبعي في مؤتمر CPM-15.

تخيل أنه منذ حوالي 70 عامًا ، كان نظام الإنذار المبكر يتألف من مسوحات عن طريق الإبل ونقل البيانات بالبريد. لقد قطعنا بالتأكيد شوطًا طويلاً ويسعدني جدًا أن أشارككم هذه التطورات المثيرة اليوم "، أكد السيد الدوبعي. تُستخدم الآن الحلول والتقنيات المبتكرة ، مثل الطائرات بدون طيار لمسافات طويلة ، والبيانات الميدانية في الوقت الفعلي ، ونظام تحديد المواقع العالمي ، والأدوات الرقمية ، ولوحات المعلومات ، والمنصات ، للرصد ورسم الخرائط والتسجيل والتنبؤ والإبلاغ عن حالة الجراد الصحراوي العالمية. تظهر المسوحات الأخيرة في الميدان أن غزو الجراد آخذ في الانخفاض بشكل مطرد في شرق إفريقيا بسبب عمليات المكافحة المستمرة وغياب الأمطار وقلة عملية التكاثر. نظرًا لعدم توقع هطول أمطار كبيرة في الأسابيع المقبلة ، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه ، مما قد يؤدي إلى انهيار ازدياد اعداد الجراد الصحراوي للاعوام 2019-2021.

لمزيد من المعلومات ، اقرأ العرض التقديمي عن تفشي الجراد الصحراوي واستجابة منظمة الأغذية والزراعة.